منذ الثالث والعشرين من تشرين الثاني ودولة الاحتلال التركي ومرتزقتها يشنون هجوماً على بلدة عين عيسى وقراها، ومن جهة أخرى تقوم بإنشاء نقاط رص ومراقبة في غرب وشرق الطريق الدولي (M4)، وحسب الاتفاقية بين الدولة التركية وروسيا في التاسع والعشرين من تشرين الأول 2019 كان يجب أن تبتعد الدولة التركية مسافة (3) كم عن الطريق الدولي (M4)، ولكنها خرقت هذا البند من الاتفاقية منذ اليوم الأول، وأنشأت نقطة مراقبة على بعد 800 متر من الطريق الدولي في قرية المعلّق مزودة بكاميرات المراقبة المتطورة.
ولم تكتف الدولة التركية بذلك، بل وضعت نقطة المراقبة تلك في الجهة المقابلة تماماً لنقطة المراقبة المشتركة التي تم إنشاؤها بإشراف روسي وبالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (QSD) وحكومة دمشق لمنع الهجمات التركية؛ كما أقامت أيضاً نقطة مراقبة ثانية شمال قرية صيدا على بعد 500 متر من المدينة، وجهزت بنظام كاميرات المراقبة الحديثة أيضاً، وإنشاء نقطة مراقبة ثالثة بالقرب من قريتي مشيرفة وجهبل، كما تبين أن الدولة التركية تريد انشاء نقاط سيطرة في قرية الخالدية التي تبعد (7) كم عن المدينة، وفي قريتي مشيرفة وجهبل.
الهجوم والمقاومة
وازدادت هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها منذ الثالث والعشرين من تشرين الأول 2020، وحسب مصادر عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (QSD) تم قصف مركز ناحية عين عيسى مرتان، و162 عملية قصف بالأسلحة الثقيلة للمناطق المحيطة، هجمات القصف هذه سببت أضراراً لممتلكات المدنيين، كما احترقت مصافي النفط العائدة للأهالي بشكل كامل، حتى خزانات المياه كانت من ضمن أهداف دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها.
فقد خمسة مدنيين حياتهم جراء هجمات الاحتلال التركي وتعرض (16) مدنياً آخر لجروح متفاوتة، كما تعرضت "الاستراحة" ومصافي النفط على الطريق الدولي للتدمير الكامل؛ مما تسبب بخسارة الأهالي مئات الملايين من الليرة السورية.
واستشهد ثمانية مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية خلال هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، وجرح تسعة آخرين، كما قُتِلَ 64 من المرتزقة وجُرِحَ 15 آخرين.
بعد محاولة دولة الاحتلال التركي الدخول إلى قرية المعلق ومشيرفة وجهبل، دمرت قوات سوريا الديمقراطية خمسة آليات مدرعة تابعة لجيش الاحتلال التركي، ونتيجة هجمات الدولة التركية ومرتزقتها جُرِحَ خمسة جنود للنظام السوري، ولكن لم تبد لا دمشق ولا روسيا موقفاً ضد هذه الهجمات، كما لم تتوقف طائرات الاستطلاع التابعة لتركيا عن استطلاع المنطقة.
ماذا حدث في الشهرين الأخيرين
في الرابع والعشرين من تشرين الثاني 2020، حاولت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها الدخول إلى قرية المعلق التابعة لناحية عين عيسى، وبعد أن رد مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية، تم قتل الأمير السابق لداعش إسماعيل عيدو و18 مرتزق مشارك معه في الهجوم، ولكن هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها لا زالت مستمرة على قرية المعلق وسيدا والطريق الدولي، كما استهدف جيش الاحتلال التركي مرتان مركز ناحية عين عيسى.
في غضون ذلك، روجت وسائل الإعلام السورية والروسية لدعايات بتسليم عين عيسى لحكومة دمشق، من ناحية أخرى كانت روسيا تطالب قوات سوريا الديمقراطية (QSD) بتسليم ناحية عين عيسى للنظام السوري وإلا فسوف تستمر الهجمات.
وفيما كانت الهجمات مستمرة اجتمعت كل من قوات سوريا الديمقراطية وروسيا وحكومة دمشق في عين عيسى، واتفقوا على إنشاء ثلاث نقاط سيطرة، واحدة في شرق عين عيسى واثنان في غربها، ولكن الهجمات لم تتوقف، وهاجمت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها قريتي مشيرفة وجهبل التابعتين لعين عيسى في الثامن عشر من كانون الأول 2020، ونتيجة هذه الهجمات تم إلحاق الضرر بممتلكات الأهالي، كما تم استهداف صوامع عين عيسى بالمدافع والدبابات وعلى إثرها فقد مدنيين لحياتهما.
لماذا يهاجمون القرى؟
وعين عيسى بلدة تابعة لكري سبي (تل أبيض)، ذات موقع استراتيجي، تربط الرقة مع منبج وتل تمر، كما يمر فيها طريق كوباني ـ صرين، كما تربط المنطقة التي تمر فيها الطريق الدولي، حلب مع الحسكة وقامشلو وبوابة تل كوجر الحدودية،
تقع قرية المعلق في غرب عين عيسى، وعين عيسى تبعد عن الطريق الدولي مسافة 2 كيلو متر، الذي يتجه الى صرين وكوباني.
وتبعد قرية عيسى عن مركز ناحية عين عيسى مسافة 2 كيلومتر، وبسبب ارتفاعها فإن مكانها استراتيجياً، وقرى مشيرفة وجهبل التي تقعان على الطريق الدولي الذي يمر بتل تمر، وعند محاصرة هاتان القريتان، يتم حصار عين عيسى بشكل كامل، ولكي تتحكم دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بهذا الخط الاستراتيجي من الغرب طريق كوباني وصرين وعين عيسى وقطع كامل الطريق المتجه إلى تل تمر ومنطقة الجزيرة والسيطرة على عين عيسى بالكامل تقوم بهذه الهجمات.
قوات سوريا الديمقراطية والشعب يفشلان المخطط الاحتلالي المشترك
يُمثل صمت روسيا دلالة على أنها متواطئة مع تركيا، أثناء الهجمات، قالت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطي أمينة عمر: إن "روسيا تضغط على قوات سوريا الديمقراطية من أجل تسليم ناحية عين عيسى للنظام السوري"، والشعب لديه موقف قوي ضد هذه الاتفاقية بين الأتراك والروس، الأهالي نصبوا خيمة أمام قاعدة عين عيسى الروسية لعدة أيام، وتوافد العديد منهم إلى عين عيسى من مدن شمال شرق سوريا وقاموا بالفعاليات، إضافة إلى أهالي عين عيسى قام أهالي منبج وكوباني والرقة والطبقة كل يوم، وأبدوا موقفهم ضد روسيا، كما هاجم الأهالي القاعدة الروسية بالحجارة، ونددوا بتعاونها مع دولة الاحتلال التركي.
لم يترك أهالي عين عيسى ديارهم أمام هجمات الدولة التركية بل قاوموا، كما قاومت قوات سوريا الديمقراطية هذه الهجمات، ولم تعط مجالاً للدولة التركية ومرتزقتها باتخاذ خطوة واحدة إلى الأمام وأفشلوا هجماتهم، ولكن روسيا ضغطت عدة مرات على قوات سوريا الديمقراطية كي لا ترد على هجمات الاحتلال التركي ومرتزقتها.
وأفشلت قوات سوريا الديمقراطية جميع الهجمات والمخططات الاحتلالية المشتركة التي حدثت خلال شهرين، وتقصف الدولة التركية بلدة عين عيسى وقراها بالأسلحة الثقيلة من النقاط التي أنشأتها في شمال وغرب البلدة في ظل صمت روسيا، وهذا دليل على أن روسيا وتركيا ودمشق يريدون الاستمرار في المخطط نفسه.